غرثى "سليمةُ" والزمانُ يخونُها
|
|
| لو تّظلمُ الدنيا؟ تُضيئُ عيونُها
|
أبداً ترافقها الشموسُ منيرةً
|
|
| ومن الليالي الحالكاتِ تصونها
|
تتسامقُ الأشجارُ في واحاتها
|
|
| وتحنُّ للماضي العريقِ غصونُها
|
وإذا استُثيرتْ في كوامن عشقها
|
|
| هبّتْ عواصفها وجنَّ جنونها
|
فتجابهُ الأيامَ صامدةً وكمْ
|
|
| تهوي القلاعُ وتستديمُ حصونها؟
|
وتصارعُ الدهرَ الرهيبَ حَرونةً
|
|
| ويُفتّتُ الصخرَ الأصمَّ يمينها
|
صكّتْ إلى التاريخ غفرانَ الهدى
|
|
| هيا اسألوا التاريخ فهو أمينها
|
رَفَعتْ لواءَ الخالدينَ وما انْحَنَتْ
|
|
| يوماً وكم روّى الترابَ معينها
|
حملت فأنجبتِ المفاخرَ حُرّةً
|
|
| ولربَّ يوم يستفيق جنينها؟
|
تمشي إلى العلياءِ طالَ بها السرى
|
|
| لكأنَ متنَ الغادياتِ سفينُها
|
حوتِ المعالي، والخلائقَ والندى
|
|
| وَلَدتْ كرامَ النسلِ تِلْكَ بطونها
|
وحنت على جفن الغمام فأمطرتْ
|
|
| حِمماً ووهج البارقاتِ يزينها
|
رَكَزَتْ على هامِ النجومِ مشاعلاً
|
|
| رسختْ عُلاً هي للنجومِ خدينها
|
"أسليمةٌ" والمجدُ من أركانها
|
|
| أيّانَ حطَّ المجدُ فهو قرينها
|
خَلَدَتْ إلى الإيمانِ وهي تقيةٌ
|
|
| ولَكمْ أهابَ الجاحدينَ يقينها؟
|
تمضي وتدفعها الرغابُ إلى العلا
|
|
| فترودُ ظهرَ السَّافياتِ ظعونُها
|
جادتْ بما تُعطي وتلكَ شكيمة
|
|
| جُبلَتْ على حب الوفاءِ بنونها
|
فَقَدَتْ شباباً تستظلُ بفيئهمْ
|
|
| ويُعلّها عندَ الرقادِ حنينها
|
تحنو على ذكرِ الرفاقِ شجيّةً
|
|
| تبكي الهضابُ وكم تحنُّ حزونها؟
|
وتُشيرُ نحو الراحلينَ فخورةً
|
|
| ويظلُّ وضَّاحَ السماتِ جبينها
|
وشْتْ مراودُها الجفونَ أصالةً
|
|
| فتكحلتْ بدمِ الوفاءِ جفونها
|
تبقى على شفة الوجودِ عروسةً
|
|
| ويحيَّر الدَّهرَ الخؤونَ فتونها
|
هَذي شمائلُها ومن شيمِ الألى
|
|
| تلكَ الشمائلُ جَوهَرٌ مكنونها
|
"أعروسةَ الصحراءِ" وجهكِ ناضرٌ
|
|
| دُرَرٌ هي الدنيا وأنتِ ثمينها
|
ولأنتِ أمُ الشعرِ ميدانُ الحجى
|
|
| ولأنتِ للآسادِ أنتِ عرينها
|
قد جئتُ أنشد في هواك قصيدتي
|
|
| فيتوّجُ السمعَ الرهيفَ رنينها
|
ما راعني إلا فراقُكِ والمنى
|
|
| تخبو ويعلو في الهجوع أنينها
|
أهديك باصرتي وديعة عاشقٍ
|
|
| من ذا سواكِ على الظلامِ يُعينها؟
|
أبداً "سليمةُ" كالربيعِ وريفةٌ
|
|
| لو غابَ تزهرُ كالربيعِ عيونها
|
هي في دمي لو جفَّ نبعُ حنانها
|
|
| وأنا على مَرِ السنينِ سجينُها
|