وشوشتني مع الصباح الطيورُ
|
|
| أين تمضي؟ فقلتُ جئتُ أزورُ
|
لي هنا ألف وقفةٍ ألفُ ذكرى
|
|
| غيرَ أني على الفراقِ صبور
|
كم حَبَتْني نسائمُ الفجرِ سحراً؟
|
|
| واحتواني رفيفها والعطور
|
وتَلَفَّتْ فالخمائلُ جذلى
|
|
| ورياضٌ مليكها المنثور
|
وسهولٌ يموجُ فيها اخضرارٌ
|
|
| والربا حولها تغنى الطيور
|
لكأَّنَ النجومَ حطّتْ على الأرض
|
|
| اشتياقاً فعانقتها الزهور
|
روضةٌ عَرَّشَ الربيع عليها
|
|
| والنسيمُ العليلُ فيها سفير
|
وغصونٌ تميلُ وهي روانٍ
|
|
| راقصاتِ الرؤى تكاد تطير
|
يا مغاني "الجولان" أين الليالي؟
|
|
| أين عهدُ الصبا؟ وأينَ الحبور؟
|
ها هنا منبتُ البطولاتِ سَلْها
|
|
| عن سجايا الألى تُجبْكُ العصور
|
أيّ ليلٍ على المشارف داجٍ؟
|
|
| يؤثر الصمتَ بيتُكِ المهجورُ
|
قد تمادى الدخيل في الأرض ظُلْماً
|
|
| أفنرضى؟ وفي الصدورِ سعير
|
سَكَنَ القهرُ في شِفاهِ الصّبايا
|
|
| هل يُغَنّي الحزينُ والمقهور؟
|
نَزَعَ الفتنةَ الجميلةَ طاغٍ
|
|
| حَاقِدٌ غَرَّهُ الجمال النضير
|
فمضى يزرعُ الشعابَ شواظاً
|
|
| من لهيبٍ كأنه مسعور
|
ضُرِبَتْ غُرَّةُ المآذنِ حقداً
|
|
| وأصابَ الكنائسَ التدمير
|
كل بيتٍ يمهدكِ اليوم غافٍ
|
|
| أطلولٌ رسُومُه؟ أم قبور؟
|
كيف أمْسَتْ ربوعُكِ الخضر قفراً؟
|
|
| لم يعدْ في الربوعِ إلا الصخور
|
ألف بلوى على جفونكِ مَرَّتْ
|
|
| وليالٍ تعاقبتْ، وشهور
|
وعلى ثغركِ الجفافُ تهاوى
|
|
| جَفّ مِنْهُ الندى، وغاضَ الغدير
|
ينهشُ الذئبُ صَيْدَهُ عندما قَدْ
|
|
| يَغْفَلُ الراعي، أو يموتُ الضميرُ
|
كم فقدنا من الشباب ضحايا؟
|
|
| هُمْ إلى النصرِ سُلَّمٌ وجسور
|
لا تلومي إذا عصتني القوافي
|
|
| ولساني يخونه التعبير
|
لم يَعُدْ يا شآَمُ غيركِ سيفاً
|
|
| يلهبُ الساحَ سَيْفُكِ المشهور
|
إن سَرَيْنَا لنا النجومُ ركابٌ
|
|
| مِدْرَجُ الغيمِ تَعْتَليهِ النسور
|
فاحملي رايةَ العرويةِ شمساً
|
|
| وأنيري ولْيَنْطَو التزوير
|
قَلعةُ المجدِ في الشآمِ عرينٌ
|
|
| يهربً الذئبُ إن تعالى الزئير
|
ههنا القلبُ يا قنيطرةَ المجدِ
|
|
| مُقيمٌ وفي هواكِ أسير
|
هَيِّئي الثوبَ للزفافِ قريباً
|
|
| إنَّ عهدَ الأحرارِ عّهْدٌ كبير
|
إنَّ يومَ الرجوعِ لا شَكَ آتٍ
|
|
| بالدم الحر قد يُصانُ المصير
|